بتنوع مائدة الافطار تتنوع دراما رمضان،فمنها الخليجي بتراجيديته والمصري بشعبيته وطبعاً السوري صاحب الحضور والتميز.
فالاجتماعي والكوميدي والتراثي الشعبي كذلك التاريخي السوري؛اجتمعت في رمضان لتلقي ما في جعبتها الدرامية من مواضيع منوعة حظيت بإطلالة قوية في معظم الفضائيات العربية ؛لكن ما عُرض هذا العام كان مؤشراً على بداية النهاية للتألق الدرامي السوري..
إذ كانت بعض الأعمال السورية ضحية لفكرة المسلسل نفسه كالجزء الثاني من مسلسل “صبايا”الذي يكمل عماية التشويه الذهنية عن صورة الفتاة في المجتمع العربي وخصوصاً السوري؛سواءً عن الجامعية أو الصحفية أو حتى ربة المنزل،مسيئاً إلى الأسلوب الأنثوي في التفكير ؛جاعلاً من الحب ،العريس،الشهرة محض اهتمامهن ،ليجلب أنظار المشاهدين وخصوصاً فئة المراهقين،عبر اللباس والألوان والبهرجة وعرض لآخر صيحات الموضة عبر شخصيات المسلسل ،أما الأحداث فباختصار..”سخيفة”..!
رغم ذلك شوهد هذا الموسم بصيص أمل درامي حظي بتأييد إنساي وإجتماعي ؛فمسلسل وراء الشمس أذهبنا إلى وراءها ليرينا أن هناك عتمة في حياة من هم بحاجة لدعم مجتمعاتهم المعنوي لهم.
المولود المنغولي والسبب العلمي في مرضه كان محور اهتمام العمل،عاكساً معاناة والوالدين الذي يصل حد الرفض بوجوده ،ليختم المسلسل نهاره المشمس بتوصية إنسانية تدعو للقبول بصمة المنغولي في الحياة.
أخيراً جاء من يتكلم عن حياة سائقي الأجرة ،ربما اعتدنا قراءة مقالات تتحدث عن سائقي سيارات الأجرة سلباً وكيفية المشاطة على العداد وغيرها من الأحاديث ليكون مسلسل “أبو جانتي “منصفاً بحقهم،حت أصبح يتبادر إلى ذهني أن كل سائق أجرة أركب معه هو بالفعل أبو جانتي في وطنيته وغيرته على شامه ونزاهة معاملته.
حاول الأخير بمركبته الصفراء أن يتجول بنا شهراً كاملاً ليرصد أصنافاً من المجتمع المحلي السوري ؛طارحاً مشاكل تنوعت بين هجرة الشباب خارجاً للعمل والتسول فضلاً عن عقوق الوالدين والخيانة الزجية وهروب الطلاب من المدارس كذلك زواج الخليجي من بنت البلد وغيرها بطريقة خفيفة ومباشرة لا تخلو من نفحة كوميدية بكلمات ومصطلحات محلية الصنع.
رغم بساطة الفكرة والديكور ومرونة الحوار ،لكنه عكس الواقع المحلي دون إختلاق المواضيع أو إبراز حالات نادرة في المجتمع مع المبالغة في الطرح.
إذ أن بعض الاجتماعيات السورية كـ”الخبز الحرام”أو التخت الشرقي “جعلت من قضايا المجتمع العاطفية المزيد